فصل: السنة الثانية من ولاية حنظلة بن صفوان على مصر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **


 السنة الثانية من ولاية حنظلة بن صفوان على مصر

وهي سنة عشرين ومائة‏.‏

فيها عزل خالد بن عبد الله القسري عن إمرة العراق بيوسف بن عمر الثقفي وكانت مدة ولاية خالد على العراق أربع عشرة سنة‏.‏

فلما استخلف الوليد بن يزيد بن عبد الملك بعد موت عمه هشام بن عبد الملك بعث بخالد إلى يوسف هذا فقتله‏.‏

وفيها توفي أسد بن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز بن عامر البجلي القسري وهو أخو خالد بن عبد الله القسري المقدم ذكره أعلاه‏.‏

وكان أسد هذا ولي خراسان مرتين وغزا عدة غزوات وافتتح البلاد وبنى مدينة بلخ وتوفي قبل عزل أخيه خالد بن عبد الله القسري بيسير‏.‏

وفيها توفي حماد بن أبي سليمان فقيه أهل الكوفة وقد ذكر الذهبي وفاته في الخالية وهو من الطبقة الثالثة من التابعين‏.‏

قيل لإبراهيم النخعي‏:‏ من نسأل بعدك قال‏:‏ حماد بن أبي سليمان‏.‏

وعنه أخذ أبو حنيفة العلم وهو أول من حلق حلقة للاشتغال‏.‏

وفيها توفي سليمان بن ثابت الداراني الدمشقي المحاربي من الطبقة الثالثة من التابعين كان يقال له‏:‏ قاضي الخلفاء لأنه أقام قاضيًا على دمشق ثلاثين سنة قضى لتسعة من خلفاء بني أمية وقيل لسبعة وهو الأصح‏.‏

وفيها توفي محمد بن واسع بن جابر أبو عبد الله الأزدي من الطبقة الثالثة من تابعي أهل البصرة كان لا يقدم عليه أحد في زمانه في العبادة والزهد والورع‏.‏

كان يصوم الدهر ويخفيه‏.‏

قيل‏:‏ إنه دخل هو ومالك بن دينار إلى دار الحسن البصري فلم يجداه في الدار فرأى محمد بن واسع طعامًا للحسن فأكل منه من غير إذن الحسن وعزم على مالك فلم يوافقه مالك وقال‏:‏ حتى يأذن لي صاحبه‏.‏

وبينما هما في ذلك دخل الحسن البصري فأعجبه فعل محمد بن واسع وقال‏:‏ هكذا كنا نفعل مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جئتنا يا مويلك‏.‏

وذكر الذهبي جماعة أخر وفيهم من تكرر ذكره لاختلاف المؤرخين قال‏:‏ وتوفي أنس بن سيرين على الصحيح وأسد بن عبد الله القسري الأمير والجلاح أبو كثير القاضي والجارود الهذلي وحماد بن أبي سليمان في قولٍ وأبو معشر زياد بن كليب الكوفي وعاصم بن عمر بن قتادة الظفري وعبد الله بن كثير مقرىء أهل مكة وعبد الرحمن بن ثروان الأودي وعدي بن عدي بن عميرة الكندي وعلقمة بن مرثد الكوفي وعلي بن مدرك النخعي الكوفي وقيس بن مسلم الجدلي الكوفي ومحمد بن إبراهيم التيمي المدني الفقيه في قول ومحمد بن كعب القرظي في قولٍ ومسلمة بن عبد الملك وواصل الأحدب ويزيد بن رومان على الصحيح وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم على الصحيح‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربعة أذرع سواء‏.‏

مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعًا وإصبعان ونصف‏.‏

السنة الثالثة من ولاية حنظلة بن صفوان على مصر وهي سنة إحدى وعشرين ومائة‏.‏

فيها غزا مروان الحمار من أرمينية إلى أن بلغ قلعة بيت السرير من بلاد الروم فقتل وسبى‏.‏

ثم أتى قلعة ثانية فقتل أيضًا وأسر‏.‏

ثم دخل الحصن الذي فيه سرير الملك فهرب منه الملك حتى صالحوا مروان في السنة على ألف رأس ومائة ألف مديٍ‏.‏

ثم سار مروان في السنة حتى دخل أرض أرز وبلاد بطران فصالحوه ثم صالحه أهل بلاد تومان‏.‏

ثم أتى حمزين فقاتلهم ولازم الحصار عليهم شهرين حتى صالحوه‏.‏

ثم افتتح مروان مسدار وغيرها‏.‏

وذكر خليفة بن خياط أن أبا محمد البطال قتل فيها‏.‏

وفيها غزا الصائفة مسلمة ابن الخليفة هشام بن عبد الملك فسار حتى أتى ملطية‏.‏

ومات مسلمة هذا في دولة أبيه هشام‏.‏

وفيها غزا نصر بن سيار ما وراء النهر وقتل ملك الترك كورصول وكان كورصول المذكور ملكًا عظيمًا غزا في المسلمين اثنتين وسبعين غزوة ولما قبض عليه نصر أراد أن يفدي نفسه بألف جمل بختي وبألف برذون فلم يقبل نصر وقتله‏.‏

وفيها خرج زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب - رضي الله عنهم ووقع له مع جيش الخليفة أمور وحروب وآل أمره إلى أن انكسر واختفى حتى ظفر به وقتل في سنة اثنتين وعشرين ومائة‏.‏

وفيها توفي الربيع بن أبي راشد أبو عبد الله الزاهد من الطبقة الثالثة من تابعي أهل الكوفة‏.‏

كان يقول‏:‏ لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة لخشيت أن يفسد علي قلبي‏.‏

وفيها توفي عطاء السليمي من الطبقة الرابعة من تابعي أهل البصرة وكان من التابعين المجتهدين‏.‏

أقام أربعين سنة لم يرفع رأسه إلى السماء حياءً من الله تعالى ولم يضحك ورفع رأسه مرة ففتق في بطنه فتق وكان إذا أراد أن يتوضأ ارتعد وبكى فقيل له في ذلك فقال‏:‏ إني أريد أن أقدم على أمر عظيم قبل أن أقوم بين يدي الله تعالى‏.‏

وفيها توفي نمير بن أوس الأشعري قاضي دمشق من الطبقة الرابعة من التابعين ولاه الخليفة وفيها توفي محارب بن دثار السدوسي الشيباني أبو المطرف من الطبقة الثالثة من تابعي أهل الكوفة قال‏:‏ لما أكرهت على القضاء بكيت وبكى عيالي فلما عزلت عن القضاء بكيت وبكى عيالي‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ذراعان وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعًا وثلاثة عشر إصبعًا‏.‏

السنة الرابعة من ولاية حنظلة بن صفوان على مصر وهي سنة اثنتين وعشرين ومائة‏.‏

فيها خرج بالمغرب ميسرة الحقير وعبد الأعلى مولى موسى بن نصير متعاضدين ومعهما خلائق من الصفرية فخرج لقتالهم متولي إفريقية عبيد الله بن الحبحاب وقاتلهم واستظهر عليهم والي إفريقية لكن قتل ابنه إسماعيل ثم جهز لهم عبيد الله بن الحبحاب جيشًا ثانيًا عليه أبو الأصم خالد فقتل أبو الأصم المذكور في جماعة من الأشراف في آخر السنة‏.‏

واستفحل أمر الصفرية وبايعوا الشيخ عبد الواحد بالخلافة فلم يتم أمره وقتل بعد حروب كثيرة‏.‏

وقتل في هذه الواقعة وغيرها في هذه السنة خلائق كثيرة‏.‏

وكان عبيد الله بن الحبحاب قد جهز جيشًا آخر مع حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة الفهري إلى جزيرة صقلية فظفر حبيب المذكور ظفرًا ما سمع بمثله‏.‏

وسار حتى نزل على أكبر مدائن صقلية وهي مدينة سرقوسة وهابته النصارى وذلوا لإعطاء الجزية‏.‏

ووقع بالمغرب في هذه السنة حروب مهولة متداولة‏.‏

وفيها توفي شهيدًا زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - وصلب مدة طويلة وقد تقدم ذكر واقعته في سنة إحدى وعشرين ومائة‏.‏

وفيها توفي إياس بن معاوية بن قرة بن إياس المزني البصري من الطبقة الثالثة من تابعي أهل البصرة وكنيته أبو واثلة وكان قاضيًا على البصرة وكان سيدًا فاضلًا ذكيًا له نوادر غريبة كان يقول‏:‏ أذكر ليلة ولدت وضعت أمي على رأسي جفنة‏.‏

قال إياس‏:‏ قلت لأمي‏:‏ ما شيء سمعته عند ولادتي يا أمي فقالت‏:‏ طست وقع من أعلى الدار ففزعت فولدتك في تلك الساعة‏.‏

قلت‏:‏ وعلى هذا يكون سماعه لذلك وهو في بطن أمه فإنها لما سمعت الضجة ولدت من الفزع‏.‏

فيكون سماع إياس لذلك قبل أن ينزل من بطن أمه‏.‏

وفيها توفي بلال بن سعد بن تميم السكوني بفتح السين المهملة من الطبقة الرابعة من تابعي أهل الشأم كان بالشأم مثل الحسن البصري في العراق وكان إمام جامع دمشق فكان إذا كبر سمع صوته من الأوزاع قرية على باب الفراديس ولم يكن البنيان يومئذ متصلًا هكذا نقل أبو المظفر في تاريخه مرآة الزمان‏.‏

وفيها توفي الأمير مسلمة ابن الخليفة عبد الملك بن مروان أبو شاكر‏.‏

وقيل‏:‏ أبو سعيد وقيل‏:‏ أبو الأصبع كان شجاعًا صاحب همة وعزيمة وله غزوات كثيرة من ولاية أبيه عبد الملك إلى هذه السنة‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ذراعان وستة أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعًا وثمانية عشر إصبعًا‏.‏

السنة الخامسة من ولاية حنظلة بن صفوان على مصر وهي سنة ثلاث وعشرين ومائة‏.‏

فيها كانت وقعة عظيمة بين البربر وبين كلثوم بن عياض فقتل كلثوم في المصاف واستبيح عسكره‏.‏

كسرهم أبو يوسف الأزدي رأس الضفرية والصفرية هم منسوبون إلى بني المهلب بن أبي صفرة‏.‏

ثم وقعت أمور ووقائع بالمغرب في هذه السنة أيضًا يطول شرحها‏.‏

وفيها حج بالناس يزيد ابن الخليفة هشام بن عبد الملك وصحبه الزهري بن شهاب فهناك لقي الزهري مالك بن أنس وسفيان بن عيينة‏.‏

وفيها خرج خمسة وعشرون ألفًا من الروم ونزلوا بملطية فبعث إليهم هشام بن عبد الملك الجيوش فقتلوا منهم مقتلةً عظيمة ولله الحمد‏.‏

وفيها توفيت عائشة بنت طلحة بن عبيد الله التيمي وأمها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق وأول أزواج عائشة عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ثم تزوجها مصعب بن الزبير فاصدقها مائة ألف دينار‏.‏

وعن الكلبي قال‏:‏ قال عبد الملك بن مروان يومًا لجلسائه‏:‏ من أشجع العرب قيل‏:‏ شبيب وقيل‏:‏ فلان وفلان فقال‏:‏ إن أشجع العرب رجل ولي العراقين خمس سنين فأصاب ألف ألف وألف ألف وألف ألف وتزوج سكينة بنت الحسين بن علي وعائشة بنت طلحة وابنة الحميد بنت عبد الله بن عامر بن كريز وابنة ريان بن أنيف الكلبي وأعطي الأمان فأبى ومشى بسيفه حتى مات ذاك مصعب بن الزبير‏.‏

وأظنها تزوجت بعد مصعب‏.‏

وأما الذين ذكر وفاتهم الذهبي في هذه السنة فجماعة مختلف فيهم قال‏:‏ توفي ثابت البناني وقد تقدم ذكره وتوفي ربيعة بن يزيد القصير بدمشق وأبو يونس سليم مولى أبي هريرة وسماك بن حرب الذهلي وسعيد بن أبي سعيد المقبري وشرحبيل بن سعد المدني وأبو عمران الجني عبد الملك بن حبيب وأبن محيصن مقرئ مكة ومحمد بن واسع عابد البصرة وقد تقدم ذكره ومالك بن دينار يأتي ذكره‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ذراعان سواء‏.‏

مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعًا وثلاثة عشر إصبعًا‏.‏

على مصر قلت‏:‏ تقدم التعريف بحفص هذا في أول ترجمته لما ولي مصر في سنة ثمان ومائة‏.‏

وكان سبب ولايته هذه الثانية على مصر أن حنظلة بن صفوان ولما ولي إفريقية أقر حفصًا هذا على صلاة مصر وتوخه إلى إفريقية فأقره الخليفة هشام بن عبد الملك على إمرة مصر على الصلاة وذلك في ربع شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين ومائة‏.‏

وقال صاحب البغية‏:‏ فأقره هشام يعني على إمرة مصر ثم جمع له بين الصلاة والخراج في ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شعبان سنة أربع وعشرين ومائة‏.‏

فجعل على شرطته عقبة بن نعيم الرعيني وجعل على الديوان يحيى بن عمرو العسقلاني وعلى الزمام عيسى بن عمرو ثم صرفه الخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك عن الخراج وولاه عيسى بن أبي عطاء يوم الثلاثاء لسبع بقين من شوال سنة خمس وعشرين ومائة وانفرد بالصلاة‏.‏

ثم استعفى مروان بن محمد بن مروان فأعفاه فكانت ولايته هذه ثلاث سنين إلا شهرًا‏.‏

وقال غيره‏:‏ جمع له هشام بن عبد الملك الصلاة والخراج معًا‏.‏

وكان لأمراء مصر مدة سنين أن يلي الأمير على الصلاة لا غير فلما جمع لحفص بين الصلاة والخراج وقع في أيامه شراقي وقحط بالديار المصرية فاستسقى حفص بالناس وخطب ودعا الله سبحانه وتعالى وصلى ثم عاد إلى منزله‏.‏

فلم يكن إلا القليل وورد عليه موت الخليفة هشام بن عبد الملك واستخلف من بعده الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان فأقر الوليد حفصًا هذا على ما كان عليه من إمرة مصر على الصلاة والخراج أيامًا قليلة ثم صرفه عن الخراج بعيسى بن أبي عطاء في ثالث عشرين شوال سنة خمس وعشرين ومائة وانفرد حفص بالصلاة‏.‏

ثم خرج حفص من مصر إلى الشأم ووفد على الوليد بن يزيد بعد أن أستخلف على صلاة مصر عقبة بن نعيم الرعيني‏.‏

وعند وصول حفص إلى دمشق اختلف الناس على الوليد وخلعوه من الخلافة ثم قتلوه لسوء سيرته وقبيح أفعاله كل ذلك وحفص بالشأم وبويع بالخلافة ابن عمه يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان‏.‏

ولما ولي يزيد المذكور الخلافة أقر حفصًا هذا على عمله وأمره بالعود إلى مصر وأن يفرض للجند ثلاثين ألفًا‏.‏

فعاد حفص إلى مصر وفرض الفروض وبعث بيعة أهل مصر إلى يزيد بن الوليد‏.‏

فلم تطل مدة أيام يزيد وتوفي وبويع بالخلافة من بعده إبراهيم بن الوليد فلم يتم عليه أمره وتغلب عليه مروان بن محمد بن مروان الجعدي المعروف بالحمار ودعا لنفسه وتم له ذلك فلما بلغ حفصًا ذلك بعث يستعفيه من ولاية مصر فأعفاه مروان وولى مكانه حسان بن عتاهية‏.‏

وكانت ولاية حفص هذه الثانية نحو ثلاث سنين‏.‏

وقال الحافظ أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد ين يونس في تاريخه بعدما ذكر نسبه بنحو ما ذكرناه في ولايته الأولى على مصر لكنه زاد فقال‏:‏ الحضرمي ثم من بني عوف بن معاذ كان أشرف حضرمي بمصر في أيامه ولم يكن خليفة من بعد الوليد إلا وقد استعمله كان هشام بن عبد الملك قد شرفه ونوه بذكره وولاه مصر بعد الحر بن يوسف بن يحيى بن الحكم نحوًا من شهر ثم عزله‏.‏

فدخل على هشام فألفاه في التجهيز إلى الترك فولاه الصائفة فغزا ثم رجع فولي نحر مصر سنة تسع عشرة ومائة وسنة عشرين ومائة وسنة إحدى وعشرين ومائة وسنة اثنتين وعشرين ومائة‏.‏

فلما قتل كلثوم بن عياض القشيري عامل هشام على إفريقية وكان قتله في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ومائة كتب هشام إلى حنظلة بن صفوان الكلبي عامله على جند مصر بولايته على إفريقية فشخص إليها‏.‏

وكتب إلى حفص بن الوليد بولاية جند مصر وأرضها فولي حفص عليها بقية خلافة هشام وخلافة الوليد بن يزيد وخلافة يزيد بن الوليد وإبراهيم بن الوليد ومروان بن محمد إلى سنة ثمان وعشرين ومائة‏.‏

وحدث عنه يزيد بن أبي حبيب وعمرو بن الحارث والليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة وغيرهم‏.‏

وكان ممن خلع مروان مع رجاء بن الأشم الحميري وثابت بن نعيم بن زيد بن روح بن سلامة الخذامي وزامل بن عمرو الحراني في عدة من أهل مصر والشام فقتله حوثرة بن سهيل الباهلي بمصر في شوال سنة ثمان وعشرين ومائة وخبر مقتله يطول‏.‏

وقال المسور الخولاني يحذر أبن عم له من مروان ويذكر قتل مروان حفص بن وإن أمير المؤمنين مسلط على قتل أشراف البلاد فأعلم # فإياك لا تجني من الشر غلطةً فتودي كحفصٍ أو رجاء بن أشيم # فلا خير في الدنيا ولا العيش بعدهم وكيف وقد أضحوا بسفح المقطم قال ابن يونس‏:‏ حدثنا أحمد بن شعيب حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي عن يزيد بن أبي حبيب عن حفص بن الوليد عن محمد بن مسلم عن عبيد الله بن عبد الله حدثه أن ابن عباس حدثه‏:‏ أن شاة ميتة كانت لمولاة ميمونة من الصدقة فأبصرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ انزعوا جلدها فانتفعوا به قالوا‏:‏ إنها ميتة قال‏:‏ إنما حرم أكلها‏.‏

قال أبو سعيد بن يونس‏:‏ أسند حفص غير هذا الحديث‏:‏ حدثني أبي عن جدي أنه حدثه ابن وهب حدثني الليث‏:‏ أن حفص بن الوليد أول ولايته بمصر أمر بقسم مواريث أهل الذمة على قسم مواريث المسلمين وكانوا قبل حفص يقسمون مواريثهم بقسم أهل دينهم‏.‏

انتهى كلام ابن يونس‏.‏

وقد ساق ابن يونس ترجمة حفص على سياق واحد ولم يدع لولايته الثالثة على مصر شيئًا‏.‏

ولا بد من ذكر ولايته الثالثة هنا لما شرطناه في كتابنا هذا من ذكر كل والٍ في وقته وزمانه ونذكره إن شاء الله تعالى بزيادات أخر‏.‏

بن الوليد الثانية على مصر وهي سنة أربع وعشرين ومائة‏.‏

فيها عاثت الصفرية ببلاد المغرب وحاصروا قابسًا ونصبوا عليها المجانيق‏.‏

وافترقت الصفرية بعد قتل ميسرة فرقتين‏.‏

ثم ولى الخليفة حنظلة أمير مصر أمر إفريقية لما بلغه قتل كلثوم كما تقدم ذكره‏.‏

وفيها قدم جماعة من شيعة بني العباس من خراسان إلى الكوفة يريدون أخذ البيعة لبني العباس فأخذوا وحبسوا ثم أطلقوا‏.‏

وفيها غزا سليمان بن هشام الصائفة والتقاه ملك الروم أليون فهزمه سليمان وغنم‏.‏

وفيها قتل كلثوم بن عياض أمير المغرب من الطبقة الرابعة من تابعي أهل الشأم وكان جليلًا نبيلًا فصيحًا له خطب ومواعظ‏.‏

قتل بالمغرب في وقعة كانت بينه وبين ميسرة الصفري‏.‏

ثم مات ميسرة أيضًا في آخر السنة‏.‏

وفيها توفي الزهري واسمه محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة الإمام أبو بكر القرشي الزهري المدني أحد الأعلام من تابعي أهل المدينة من الطبقة الرابعة كان حافظ زمانه‏.‏

قال الليث بن سعد‏:‏ قال ابن شهاب‏:‏ ما صبر أحد على العلم صبري ولا نشره أحد نشري‏.‏

ولد سنة خمسين وطلب العلم في أواخر عصر الصحابة وله نيف وعشرون سنة‏.‏

فروى عن ابن عمر حديثين وروى عن جماعة كثيرة من الصحابة والتابعين وروي عنه الجم الغفير‏.‏

وذكر الذهبي جماعة أخر قال‏:‏ توفي عبد الله بن قيس الجهني وعمرو بن سليم الزرقي أبو طلحة والقاسم بن أبي بزة المكي ومحمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري وقد تقدم ذكره ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس وأبو جمرة بالجيم والراء نصر بن عمران الضبعي‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثلاثة أذرع واثنا عشر إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعًا وثلاثة عشر إصبعًا‏.‏

السنة الثانية من ولاية حفص بن الوليد الثانية على مصر وهي سنة خمس وعشرين ومائة‏:‏ فيها كانت فتن كثيرة بالمغرب بين الأمير حنظلة بن صفوان المعزول عن إمرة مصر والمتولي إفريقية وبين عكاشة الخارجي‏.‏

فكانت بينهم وقعة لم يسمع بمثلها وانهزم عكاشة وقتل من البربر مالا يحصى ثم التقى حنظلة ثانيًا مع عبد الواحد على فرسخ من القيروان وجمع عبد الواحد ثلاثمائة ألف مقاتل فبذل حنظلة الأموال وضج الناس والنساء والأطفال بالدعاء وبقي حنظلة يسير بين الصفوف بنفسه ويحرض على القتال‏.‏

وكسر أصحاب حنظلة أغماد سيوفهم والتحمت الحرب وانكسرت ميسرة الإسلام وحنظلة على تحريضه حتى تراجعوا وهزم الله عبد الواحد وجيوشه ثم قتل وأتي حنظلة برأسه وقتل من البربر مقتلة عظيمة لم يسمع بمثلها فكانت هذه ملحمة مشهودة ثم أسر عكاشة وأتي به إلى حنظلة فقتله وقتل جماعة كثيرة من أصحابه‏.‏

وقيل‏:‏ أحصي من قتل في هذه الوقعة فبلغوا مائة ألف وثمانين ألفًا‏.‏

وهذه الملحمة أعظم ملحمة وقعت في الإسلام بالمغرب‏.‏

وفيها عقد الوليد بن يزيد بن عبد الملك البيعة لابنيه الحكم وعثمان في شهر رجب بعد أن ولي الخلافة بشهر واحد وكتب بذلك إلى الآفاق‏.‏

وفيها توفي محمد بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي الهاشمي ومحمد هذا هو والد السفاح أول خلفاء بني العباس وكنيته أبو عبد الله وكان أصغر من أبيه علي بأربع عشرة سنة‏.‏

فلما شابا خضب أبوه علي بالسواد وابنه محمد هذا بالحناء فلم يفرق بينهما إلا الخضاب لتشابههما‏.‏

ومولد محمد هذا بالقرب من أرض البلقاء سنة ثمان وخمسين وقيل‏:‏ سنة ستين‏.‏

وفي الليلة التي مات فيها محمد هذا ولد فيها محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور فسمي المهدي على اسم جده محمد المذكور وكني بكنيته‏.‏

وكان محمد هذا بويع بالخلافة سرًا وفرق الدعاة في البلاد فلم يتم أمره ومات‏.‏

وفيها توفي الخليفة أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس‏.‏

الأموي القرشي الدمشقي أبو الوليد ولد سنة نيف وسبعين واستخلف بعهد من أخيه يزيد بن عبد الملك واستخلف وعمره أربع وثلاثون سنة ودام في الخلافة تسع عشرة سنة وسبعة أشهر وأيامًا وكان جميل الصورة يخضب بالسواد وبعينيه حول مع كيس‏.‏

وأمه فاطمة بنت هشام بن الوليد المغيرة المخزومي قال مصعب الزبيري‏:‏ زعموا أن عبد الملك رأى في منامه أنه بال في المحراب أربع مرات فدس من يسأل سعيد بن المسيب عنها وكان يعبر الرؤيا وعظمت على عبد الملك فقال سعيد بن المسيب‏:‏ يملك من ولده لصلبه أربعة فكان هشام هذا آخرهم لأن أولهم الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام‏.‏

قال حماد الراوية‏:‏ لما ولي هشام الخلافة طلبني فحضرت عنده فوجدته جالسًا في فرش قد غرق فيه وبين يديه صحفة من ذهب مملوءة مسكًا مذوبًا بماء ورد وهو يقلبه بيده فتفوح رائحته فسلمت عليه فرد علي السلام وقال‏:‏ يا حماد إني ذكرت بيتًا من الشعر ما عرفت قائله وهو هذا‏:‏ الخفيف فقلت‏:‏ هو لعدي بن زيد فقال‏:‏ أنشدني القصيدة فأنشدته إياها فقال‏:‏ سل حاجتك وكان على رأسه جاريتان كأنهما أقمار وفي أذن كل واحدة منهما جوهرتان يضيء منهما المنزل فقلت‏:‏ يا أمير المؤمنين جارية من هاتين فقال‏:‏ هما لك وأمر لي بمائة ألف درهم‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربعة أذرع وثمانية أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعًا وثلاثة عشر إصبعًا‏.‏

السنة الثالثة من ولاية حفص بن الوليد الثانية على مصر وهي سنة ست وعشرين ومائة‏.‏

فيها خرج يزيد بن الوليد بن عبد الملك على أبن عمه الخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك لما أنتهك الوليد المذكور الحرمات وكثر فسقه وسمته الرعية على قصر مدته‏.‏

فبويع يزيد هذا بالمزة ووثب على دمشق وجهز عسكرًا لقتال الخليفة الوليد‏.‏

وكان الوليد بتدمر قد أنهزم إليها عاكفًا على المعاصي بها فخرج الوليد وقاتل العسكر وانكسر وقتل بنواحي تدمر على ما يأتي ذكره وتم أمر يزيد في الخلافة وسمي بالناقص لكنه لم تطل مدته أيضًا ومات على ما يأتي ذكره أيضًا‏.‏

وفيها توفي خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز بن عامر البجلي القسري ولي خالد المذكور أعمالًا جليلة مثل مكة المشرفة والعراق وغيرهما‏.‏

وكانت أمه نصرانية فكان يعير بها وكان بخيلًا على الطعام جدًا ذكر عنه أبو المظفر أمورًا شنيعة من هذا الباب‏.‏

وفيها توفي الخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الهاشمي الأموي الدمشقي المعروف بالفاسق ولد سنة تسعين وقيل سنة اثنتين وتسعين‏.‏

ولما احتضر أبوه يزيد بن عبد الملك لم يمكنه أن يستخلفه لأنه صبي فعهد إلى أخيه هشام بن عبد الملك وجعل ابنه هذا الوليد ولي العهد من بعد هشام‏.‏

وأم الوليد بنت محمد بن يوسف الثقفي فالحجاج عم أمه‏.‏

ولما مات عمه هشام ولي الخلافة وصدرت عنه تلك الأمور القبيحة المشهورة عنه‏:‏ من شرب الخمر والفجور وتخريق المصحف بالنشاب‏.‏

وذكر عنه بعض أهل التاريخ أمورًا أستبعد وقوعها منها‏:‏ أنه دخل يومًا فوجد ابنته جالسة مع دادتها فبرك عليها وأزال بكارتها فقالت له دادتها‏:‏ هذا دين المجوس فأنشد‏:‏ مخلع البسيط من راقب الناس مات غمًا وفاز باللذة الجسور قال‏:‏ وأخذ يومًا المصحف وفتحه فأول ماطلع له واستفتحوا وخاب كل جبارٍ عنيدٍ فقال‏:‏ أتوعد ني‏!‏ ثم علقه ولا زال يضربه بالنشاب حتى خرقه ومزقه وهو ينشد‏:‏ الوافر إذا لاقيت ربك يوم حشر فقل يا رب خرقني الوليد ولما كثر فسقه خلعوه من الخلافة بابن عمه يزيد بن الوليد وقتلوه في جمادى الآخرة وكانت خلافته سنة وثلاثة أشهر وتوفي ابن عمه يزيد المذكور بعده بمدة يسيرة كما سيأتي ذكره‏.‏

وفيها‏:‏ توفي سعيد بن مسروق والد سفيان الثوري‏.‏

وفيها توفي الخليفة أمير المؤمنين يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الهاشمي الأموي الدمشقي أبو خالد المعروف بيزيد الناقص لأنه نقص الجند من عطائهم لما ولي الخلافة‏.‏

وكان الوليد ابن عمه زاد الجند زيادات كثيرة فنقصها يزيد هذا لما ولي الخلافة ومشى الأمور على عاداتها‏.‏

وثب يزيد على الخلافة لما كثر فسق آب عمه الوليد وتم أمره بعد قتل الوليد وبويع بالخلافة في جمادى الآخرة من سنة ست وعشرين ومائة المذكورة‏.‏

وأم يزيد هذا شاه فرند بنت فيروز بن يزد جرد حكي أن قتيبة بن مسلم ظفر بما وراء النهر بابنتي فيروز فبعث بهما إلى الحجاج بن يوسف فبعث الحجاج بإحداهما وهي شاه فرند إلى الخليفة الوليد بن عبد الملك فأولدها يزيد هذا‏.‏

وكانت أم فيروز بن يزد جرد بنت شيرويه بن كسرى وأم شيرويه بنت خاقان وأم أم فيروز هي بنت قيصر عظيم الروم ولهذا كان يزيد يفتخر ويقول‏:‏ السريع أنا ابن كسرى وجدي مروان وقيصر جدي وجدي خاقان قلت‏:‏ وكان يزيد هذا لا بأس وذكر الذهبي وفاة جماعة كثيرة في هذه السنة مختلف في وفاتهم كما هي عادة سياقه فإنه يذكر الواحد في عدة أماكن فنحن نذكر مقالته ولا نتقيد بها ومن وقع لنا ممن ذكره ترجمناه على عادة كتابنا هذا في محله قدمه الذهبي أو أخره فقال‏:‏ توفي جبلة بن سحيم وخالد بن عبد الله القسري الأمير ودراج أبو السمح وسعيد بن مسروق والد سفيان الثوري وسليمان بن حبيب المحاربي وقد تكرر في عدة سنين وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد والكميت بن زيد الشاعر وعبيد الله بن أبي يزيد المكي وعمرو بن دينار والوليد قتل في جمادى الآخرة فكانت خلافته خمسة عشر شهرًا ويزيد بن الوليد الناقص مات في ذي الحجة‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ذراعان وستة عشر إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعًا واثني عشر إصبعًا‏.‏

ولاية حسان بن عتاهية على مصر هو حسان بن عتاهية بن عبد الرحمن بن حسان بن عتاهية بن خزز بن سعد بن معاوية التجيبي‏.‏

وقال صاحب البغية‏:‏ حسان بن عتاهية بن عبد الرحمن‏.‏

ولاه مروان بن محمد بن المعروف بالحمار على إمرة مصر وهو بالشأم فأرسل حسان من الشأم بكتاب إلى ابن نعيم باستخلافه على صلاة مصر إلى أن يحضر من الشأم فسلم حفص بن الوليد الأمر إلى أبن نعيم ثم قدم حسان المذكور إلى مصر في ثاني عشر جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين ومائة على الصلاة لا غير‏.‏

وزاد صاحب البغية وقال‏:‏ قدم في يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة‏.‏

وكان عيسى بن أبي عطاء على الخراج فلما أستقر أمر حسان في إمرة مصر أسقط الفروض التي كان قررها حفص بن الوليد في ولايته وقطع فروض الجند كلها فوثبوا عليه وقاتلوه وقالوا‏:‏ لا نرضى إلا بحفص‏.‏

وركبوا إلى المسجد ودعوا إلى خلع مروان الحمار من الخلافة وحصروا حسان في داره وقالوا له‏:‏ اخرج عنا فإننا لا نقيم معك ببلد‏.‏

ثم أخرجوا عيسى بن أبي عطاء صاحب الخراج من مصر كل ذلك في آخر جمادى الأخرة ثم أخرجوا حفصًا من سجنه وولوه أمرهم‏.‏

وتوجه حسان هذا إلى الشأم ودام بها من جملة أمراء بني أمية إلى أن زالت دولة بني أمية وتولت العباسية‏.‏

قتل حسان هذا مع من قتل بمصر من أعوان بني أمية في سنة اثنتين وثلاثين ومائة‏.‏

وكانت ولاية حسان على مصر ستة عشر يومًا وقيل‏:‏ إن حسان كان من أعوان بني العباس والأول أشهر وتولى بعده حفص بن الوليد ثالثًا‏.‏

وقال الحافظ أبو سعيد بن يونس‏:‏ شهد حسان بن عتاهية جد عتاهية والد صاحب الترجمة فتح مصر وصحب عمر بن الخطاب وابنه عبدا لرحمن بن حسان بن عتاهية يروي عنه مخيس بن ظبيان وفي نسخة‏:‏ عبد الغني‏.‏

وحدثني أحمد بن علي بن دارح بن رجب الخولاني حدثني عمي عاصم بن دارح حدثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير حدثني أبي حدثني عمرو بن يحيى السدي حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج قال‏:‏ سألني أبو جعفر المنصور‏:‏ ما فعل حسان بن عتاهية قلت‏:‏ قتله شعبة‏.‏

قال‏:‏ قتله الله‏.‏

كان لنا جليسًا عند عطاء بن أبي رباح‏.‏

قال سعيد بن كثير‏:‏ شعبة هذا هو ابن عثمان التميمي كان على المصرية وهو أول من قدم مصر من قواد المسودة وكان على مقدمة عامر بن إسماعيل المرادي الجرجاني الذي قتل مروان بن محمد الحمار‏.‏

ضبط الأسماء الغريبة في هذه الترجمة‏:‏ عتاهية بفتح العين المهملة والتاء المثناة و خزز بفتح الخاء المعجمة والزاي الأولى وسكون الزاي الثانية و التجيبي بضم التاء المثناة من فوق وكسر الجيم وياء ساكنة وباء ثانية الحروف‏.‏

ولاية حفص بن الوليد الثالثة ولما ثار أهل مصر على حسان بن عتاهية وأخرجوه منها لحق بالخليفة مروان بن محمد بن مروان المعروف بالحمار في الشأم وذكر له حسان ما وقع له مع أهل مصر واستمر حفص بن الوليد على صلاة مصر شهر رجب وشعبان‏.‏

وقدم الأمير حنظلة بن صفوان من إفريقية وقد أخرجه أهلها فنزل بالجيزة غربي مدينة مصر ودام هناك إلى أن قدم عليه كتاب الخليفة مروان الحمار بولايته على مصر فامتنع المصريون من ولاية حنظلة بن صفوان عليهم ومنعوه من الدخول إلى مصر وأظهروا الخلاف‏.‏

ثم أخرجوا حنظلة من الجيزة إلى الوجه الشرقي ومنعوه من المقام بالفسطاط وحاربوه فحاربهم فهزم وتم أمر حفص وسكت مروان عن مصر بقية سنة سبع وعشرين ومائة‏.‏

ثم عزل حفص في مستهل سنة ثمان وعشرين ومائة وولي عوضه على مصر الحوثرة بن سهيل أخو عجلان الباهلي‏.‏

وواقع الحوثرة حفصًا وقتله كما ذكره ابن يونس وغيره في ترجمته الثانية‏.‏

وكان قتل حفص المذكور في يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شوال سنة ثمان وعشرين ومائة ورثاه صديقه أبو بحر مولى عبد الله بن إسحاق مولى آل الحضرمي من حلفاء عبد شمس بعدة قصائد وكان أب وبحر أمأمأ في‏.‏

النحو واللغة تعلم ذلك من يحيى بن يعمر ومات في سنة سبع وعشرين ومائة وكان أبو بحر يعيب الفرزدق في شعره وينسبه إلى اللحن فهجاه الفرزدق بقوله‏:‏ الطويل فقال له أبو بحر عبد الله المذكور‏:‏ قد لحنت أيضًا يا فرزدق في قولك‏:‏ مولى مواليا بل كان ينبغي أن تقول‏:‏ مولى موالٍ‏.‏